وقال مجاهد (١) : قلت لابن عبّاس : «أين الجنّة»؟
فقال : «فوق سبع سماوات».
قلت : «فأين النار»؟
قال : «تحت أبحر مطبّقة».
قال بعض أهل العلم (٢) :
إنّ هذه الأبحر المطبّقة في كلام ابن عبّاس هي ما يروى عن كعب الأحبار أنّه قال : «خلق الله ـ تعالى ـ سبعة أبحر : بحر اسمه قنبس ، ومن ورائه بحر اسمه الأصم ، ومن ورائه بحر اسمه مطبّقة ، ومن ورائه بحر اسمه مرماس ، ومن ورائه بحر اسمه الساكن ، ومن ورائه بحر اسمه الباكي ؛ وهو آخر البحار محيط بالكلّ ، وكل واحد من هذه البحار محيط بالذي تقدّمه».
وعن بعض السلف (٣) في قوله ـ عزوجل ـ : (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) [٢٩ / ٥٤] ـ قال : ـ
«إنّ جهنّم هو البحر ـ وهو محيط بهم ـ ينتثر فيه الكواكب ، ثمّ يستوقد ، ويكون هو جهنّم».
__________________
(١) ـ لم أعثر على مصدره ، والظنّ الغالب أنّ المؤلف يورده اعتمادا على حكاية صدر المتألهين في كتبه المختلفة ، منها المبدأ والمعاد : ٤٥٠.
(٢) ـ حكاه صدر المتألهين في المبدأ والمعاد : ٤٥٢ مع اختلاف في بعض الكلمات ؛ ويظهر أن المؤلف منه اقتبس القسم الكبير من هذا الفصل. راجع أيضا الأسفار : ٩ / ٣٢٦.
(٣) ـ قال السيوطي (الدر المنثور : العنكبوت ، ٦ / ٤٧٣) : «وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ـ رض ـ ... : جهنم هو هذا البحر الأخضر ، تنتثر الكواكب فيه ، ويكون فيه الشمس والقمر ، ثم تستوقد ، ثم يكون هو جهنم».