ناصب ؛ وإنّ المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة ، فيقول : «يا ربّ جاري ، كان يكفّ عنّي الأذى» ، فيشفّع فيه ؛ فيقول الله ـ تعالى ـ : «أنا ربّك ، وأنا أحقّ من كافى عنك» ، فيدخله الجنّة وما له من حسنة. وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا ، فعند ذلك يقول أهل النار : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [٢٦ / ١٠٠ ـ ١٠١].
وفي بعض الأخبار (١) : أنّه يقال للرجل : «قم يا فلان ـ فاشفع» ، فيقوم الرجل ، فيشفع للقبيلة ، ولأهل البيت ، وللرجل والرجلين ـ على قدر عمله.
وروى الحسين بن سعيد الأهوازي في كتابه (٢) عن محمد بن أبي عمير ، عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : «يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة ؛ فيقال له : «اذكر وتذكّر ـ هل لك حسنة»؟
قال : فيتذكّر فيقول : «يا ربّ ـ ما لي من حسنة ، إلّا أنّ عبدك فلان المؤمن مرّ بي ، فطلب منّي ماء يتوضّأ به فيصلّي به ، فأعطيته.
قال (٣) : فيدعى ذلك المؤمن ، فيذكر ذلك ، فيقول : «نعم يا ربّ ،
__________________
(١) ـ حكاه الغزالي في الإحياء : كتاب ذكر الموت ، صفة الشفاعة ، ٤ / ٧٦٣. وجاء في مناقب ابن شهرآشوب (فصل في أنّه [أمير المؤمنين عليهالسلام] الساقي والشفيع ، ٢ / ١٦٥) عن الباقر عليهالسلام : «في قوله (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً) ـ الآية ـ : قال : ذلك النبي وعليّ ، يقوم على كوم قد علا الخلائق ، فيشفع ، ثم يقول : «يا علي اشفع». فيشفع الرجل في القبيلة ، ويشفع الرجل لأهل البيت ، ويشفع الرجل للرجلين ـ على قدر عمله ـ فذلك المقام المحمود».
(٢) ـ الزهد : باب الشفاعة ومن يخرج من النار ، ٩٧ ، ح ٢٦٣. عنه البحار : ٧ / ٢٩٠ ، ح ٩.
(٣) ـ هذا المقطع ـ إلى قوله : وصليت لك ـ غير موجود في المصدر والبحار.