الهلاك : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) [٢٣ / ٧٤]
والوقوف على الوجه الثاني يوجب الشقّ والقطع (١) وإليه اشير بقوله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [١١ / ١١٣] وقوله : (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ) [٩ / ٣٨].
فالصراط المستقيم هو الوسط الحقّ بين الأطراف ، ولا عرض له ، ولذلك ليس في قدرة البشر الاستقامة عليه إلّا من شاء الله.
قال الله ـ عزوجل ـ : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) [٤ / ١٢٩].
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «شيّبتني سورة هود» ، لمكان : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) [١١ / ١١٢] (٢).
__________________
(١) ـ كتب في هامش النسخة : «قيل : إنما يوجب الشقّ والقطع ، لأنّ هذه العدالة ليست كمالا حقيقيا ، فإنّ الكمال الحقيقي ينحصر في نور العلم وقوّة الإيمان والمعرفة ، بل هي أمر عدميّ وصفة نفسانيّة عدميّة اعتداليّة من جنس أطرافها ، والركون إليها والاعتماد عليها يوجب الإخلاد إلى الدنيا ، لأنها من الدنيا أيضا ـ وحبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة».
(٢) ـ ورد في هذا المضمون عدة أحاديث :
ففي الخصال (١ / ١٩٩ ، باب الأربعة ، ح ١٠) «شيّبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون». ومثله في أمالي الصدوق : المجلس الحادي والأربعون ، ح ٤ ، ٣٠٤. عنهما البحار : ١٦ / ١٩٢ ، ح ٢٨. ٩٢ / ١٩٨ ، ح ١٠.
واضيف في بعض الأحاديث : «وإذا الشمس كوّرت» : الترمذي : كتاب التفسير ، باب (٥٧) سورة الواقعة ، ٥ / ٤٠٢ ، ح ٣٢٩٧. المستدرك للحاكم : كتاب التفسير ، سورة هود ، ٢ / ٣٤٣ وسورة الواقعة ، ٢ / ٤٧٦. طبقات ابن سعد : ١ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦. دلائل النبوة : باب ذكر اجتهاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في طاعة ـ