فلا جرم يرد أمثالنا النار ورودا ما ـ كما قال ـ عزوجل ـ : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) [١٩ / ٧١].
وأيضا : الصراط في النار وهو غائب فيها ، وما ثمّة طريق إلى الجنّة إلّا عليه ، فلا بدّ من ورود النار. ولهذا لمّا سئل بعض أئمّتنا عليهمالسلام عن عموم الآية المذكورة ، فقال (١) : «جزناها وهي خامدة».
* * *
__________________
ـ ربه : ١ / ٣٥٨. مصابيح السنة : كتاب الرقاق ، باب البكاء والخوف : ٣ / ٤٥٧ ، ح ٤١٢٤.
وروى الطبراني (المعجم الكبير : ١٧ / ٢٨٧ ، ح ٧٩٠) : «شيّبتني هود وأخواتها». ومثله في طبقات ابن سعد : ١ / ٤٣٥. واضيف في ١ / ٤٣٦ منه : «قال أبو بكر : بأبي وامي ـ وما أخواتها؟ قال : الواقعة والقارعة وسأل سائل وإذا الشمس كوّرت». وفيه (١ / ٤٣٥) : قال عطاء : أخواتها اقتربت الساعة والمرسلات وإذا الشمس كوّرت».
وفي الدر المنثور (سورة هود : ٤ / ٣٩٦) : «شيبتني سورة هود وأخواتها ، والواقعة والحاقة وعم يتساءلون وهل أتاك حديث الغاشية». وفيه (٤ / ٣٩٧) : «أخواتها : الواقعة والقارعة والحاقة وإذا الشمس كورت وسأل سائل».
وفي شعب الإيمان (باب ١٩ ، ٢ / ٤٧٢ ، ح ٢٤٣٩) عن أبي علي السري ، قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت : يا رسول الله ـ روي عنك أنك قلت : شيّبتني سورة هود؟ قال : نعم. فقلت : ما الذي شيّبك منه ، قصص الأنبياء وهلاك الامم؟ قال : لا ؛ ولكن قوله : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) [١١ / ١١٢]».
(١) ـ لم أعثر على الحديث. وقد أورده استاذه صدر المتألهين ـ قدسسرهما ـ أيضا في بعض كتبه ، مثل تفسير سورة يس : ٦٨.