ثم يدعى بإسرافيل ، فيتقدّم إسرافيل مع القلم واللوح في صورة الآدميّين ، فيقول الله له: «هل بلّغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحي (١)»؟ فيقول : «نعم يا ربّ ـ وبلّغته جبرئيل».
فيدعى بجبرئيل ، فيتقدّم حتّى يقف مع إسرافيل ، فيقول الله له : «هل بلّغك إسرافيل ما بلّغ»؟
فيقول : «نعم يا ربّ ـ وبلّغته جميع أنبيائك ، وأنفذت إليهم جميع ما انتهى إليّ من أمرك ، وأدّيت رسالاتك إلى نبيّ نبيّ ورسول رسول ، وبلّغتهم كلّ وحيك وحكمتك وكتبك ، وإنّ آخر من بلّغته رسالتك ووحيك وحكمتك وعلمك وكتابك وكلامك : محمّد بن عبد الله العربيّ القرشيّ الحرميّ ، حبيبك».
قال أبو جعفر عليهالسلام : «فأوّل من يدعى من ولد آدم للمساءلة محمّد بن عبد اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيدنيه الله حتّى لا يكون خلق أقرب إلى الله يومئذ منه ؛ فيقول الله : «يا محمّد ، هل بلّغك جبرئيل ما أوحيت إليك وأرسلته به إليك من كتابي وحكمتي وعلمي؟ وهل أوحى ذلك إليك»؟
فيقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نعم يا ربّ ـ قد بلّغني جبرئيل جميع ما أوحيته إليه وأرسلته به من كتابك وحكمتك وعلمك ، وأوحاه إليّ».
فيقول الله لمحمّد : «هل بلّغت أمّتك ما بلّغك جبرئيل من كتابي وحكمتي وعلمي»؟
فيقول رسول الله : «نعم يا ربّ ـ قد بلّغت أمّتي جميع ما أوحيت إليّ من كتابك وحكمتك وعلمك ، وجاهدت في سبيلك».
__________________
(١) ـ المصدر : وحيى.