سيّئاته فيردّ عليه ، فإذا فرغ من حسناته قيل له : «ارجع إلى أمّك الهاوية» ، فإنّه لا ظلم اليوم إنّ الله سريع الحساب ـ يعني سريع المجازاة ـ فلا يبقى يومئذ ملك ولا نبيّ ولا شهيد إلّا ظنّ ـ لما يرى من الشدّة ـ أن لا ينجو ، إلّا من عصمه الله ـ تعالى ـ».
وعن عكرمة ، قال (١) : إنّ الوالد يتعلّق بولده يوم القيامة ، فيقول : «يا بنيّ ـ إنّي كنت في الدنيا والدك» ، فيثني عليه خيرا.
فيقول له : «يا بنيّ ـ إنّي قد احتجت إلى مثقال حبّة من حسناتك ، لعلّي أنجو ممّا ترى».
فيقول له ولده : «إنّي أتخوّف مثل الذي تخوّفت ، فلا اطيق أن اعطيك شيئا».
ثمّ يتعلّق بزوجته ، فيقول لها : «يا فلانة ـ إنّي كنت زوجك في الدنيا» ، فتثني عليه خيرا.
فيقول لها : «إنّي أطلب منك حسنة واحدة تهبها لي ، لعلّي أنجو ممّا ترين».
فتقول : «لا اطيق على ذلك ، فإنّي أتخوّف مثل الذي تخوّفت».
فيقول الله ـ عزوجل ـ : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) [٣٥ / ١٨].
يعني الذي أثقله الذنوب لا يحمل أحد منه شيئا من ذنوبه.
__________________
(١) ـ حكى السيوطي ما يقرب منه في الدر المنثور (فاطر / ١٧ ، ٧ / ١٧) ، قال : أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة ...