الثالثة ومن فيها ، ثمّ الرابعة ومن فيها ، ثمّ الخامسة ومن فيها ، ثمّ السادسة ومن فيها ، ثمّ السابعة ومن فيها ، حتّى يكون سبع صفوف بعضهم في جوف بعض ، وأهل الأرض لا يأتون قطرا من أقطارها إلّا وجدوا عندها سبع صفوف من الملائكة ؛ وذلك قوله ـ عزوجل ـ : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا) [٥٥ / ٣٣].
وقال الله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) [٢٥ / ٢٥].
وروى أبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال (١) : «إنّ الله تعالى يقول : يا معشر الجنّ والإنس ، إني قد نصحت لكم وإنّما هي أعمالكم في صحفكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه.
ثمّ يأمر الله ـ تعالى ـ بجهنّم ، فيخرج منها عنق ساطع واسع مظلم فيقول : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ* وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ* هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [٣٦ / ٦٠ ـ ٦٣]. فتجثو الامم وهو قوله ـ تعالى ـ : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً
__________________
(١) ـ لم أعثر عليه بلفظه. وقد أخرج في مسلم عن أبي ذر (كتاب البر ، باب (١٥) تحريم الظلم ، ح ٥٥ ، ٤ / ١٩٩٥) : «يا عبادي إنما هي أعمالكم احصيها لكم ، ثم او فيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه».
وأخرج الطبري (التفسير ، النبأ / ٤٠ ، ٣٠ / ١٧) عن أبي هريرة : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال يقضى الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم ، وإنه ليقيد (كذا) يومئذ الجماء من القرناء ، حتى إذا لم يبق تبعة عند واحد لاخرى ، قال الله : كونوا ترابا. فعند ذلك يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا».