«(١) ومن طال انتظاره في الدنيا للموت لشدّة مقاساته للصبر عن الشهوات ، فإنّه يقصر انتظاره في ذلك اليوم خاصّة.
سئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن طول ذلك اليوم ، فقال (٢) : والذي نفسي بيده إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أهون عليه من الصلاة المكتوبة يصلّيها في الدنيا».
فصل [٢]
وفي الخبر : إذا كان يوم القيامة يجمع الله ـ تعالى ـ خلق الأولين والآخرين في صعيد واحد ، وتدنو الشمس على رءوسهم ، فيشتدّ عليهم يوم القيامة حرّها ، فيخرج عنق من النار كالظلّ ، ثمّ ينادي المنادي : «يا معشر الخلائق ـ انطلقوا إلى الظلّ» ، فينطلقون وهم ثلاث فرق : فرقة من المؤمنين ، وفرقة من المنافقين ، وفرقة من الكافرين.
فإذا صار الخلائق إلى الظلّ ، صار الظلّ ثلاثة أقسام :
قسم للحرارة وقسم للدخان وقسم للنور ؛ فذلك قوله ـ تعالى ـ : (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ* لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ* إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ* كَأَنَّهُ جِمالَتٌ) (٣) صُفْرٌ [٧٧ / ٣٠ ـ ٣٣].
__________________
(١) ـ نفس المصدر : صفة طول يوم القيامة : ٤ / ٧٤٦.
(٢) ـ المسند : ٣ / ٧٥. كنز العمال : ١٤ / ٣٧٧ ح ٣٩٠٠٣. وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (كتاب البعث وأهوال القيامة ، ذكر الحشر وما بعده ، ح ٥١٦٠ ، ٦ / ١٨٢) ثم قال : رواه أحمد وأبو يعلي وابن حبان في صحيحه.
(٣) ـ النسخة : جمالات.