الإنسان عدد كثير من الأخلاق الرديّة على مراتب متفاوتة ، فبحسب كلّ خلق مذموم في نفسه وضعف ذلك وما ينضمّ إليه من باقي الأخلاق المحمودة والمذمومة القويّة والضعيفة واختلاف تراكيبها الكثيرة التي لا يقدر على حصرها إلّا الله ـ سبحانه ـ تختلف الصور الحيوانيّة في الآخرة (١)».
فصل [٦]
إنّ المعاد في المعاد والمحشور في الآخرة ، هو بعينه هذا الشخص الإنساني الذي في الدنيا والبرزخ ـ روحا وبدنا ـ بحيث لو يراه أحد عند المحشر يقول : «هذا فلان ، الذي كان في الدنيا».
كما قال مولانا الصادق عليهالسلام في البرزخي (٢) : «لو رأيته لقلت فلان».
وإن كان صورته صورة حمار أو خنزير ، أو ضرسه مثل جبل احد ـ تغليظا للعقوبة ـ أو كانوا جردا مردا مكحّلين ، أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم ، طولهم ستّون في عرض سبعة أذرع ـ ليتوفّر عليهم اللذات ـ كما ورد كلّه في الأخبار (٣).
__________________
(١) ـ كتب المؤلف هنا ما يلي ثم شطب عليه :
قيل : وربما ينتقل من صورة إلى اخرى نوعا أو مرتبة ـ بحسب زوال ذلك الخلق عنه رأسا ـ أو مرتبة شديدة منه ـ إلى أن يزول عن النفس الهيئات الرديّة بالكليّة ـ إن كانت قابلة للزوال ـ وهذا إنّما يجوز في النشأة الآخرة ، لأنّ أبدانها ليست بحسب استعدادات الموادّ وحركاتها ؛ وأمّا في هذه النشأة ـ كما زعمه أهل التناسخ ـ فغير جائز ، كما برهن عليه في محلّه ، وقد بيّناه في كتاب عين اليقين. [راجع فيه ٣٨٣].
(٢) ـ مضى في الصفحة : ١٠٦٢.
(٣) ـ راجع الفصل السابع من الباب الحادي عشر من هذا المقصد.