وبالجملة لكلّ أحد إلى غاية سعيه وعمله وما يحبّه ، حتّى أنّه «لو أحبّ أحدكم حجرا لحشر معه» (١)
قال الله ـ تعالى ـ : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [٢١ / ٩٨] وقال : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ* مِنْ دُونِ اللهِ) [٣٧ / ٢٢ ـ ٢٣].
فإنّ تكرّر الأفاعيل يوجب حدوث الملكات ، فكلّ ملكة تغلب على الإنسان في الدنيا تتصوّر في الآخرة بصورة تناسبها : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [١٧ / ٨٤] ؛
ولا شكّ أنّ أفاعيل الأشقياء المدبرين إنّما هي بحسب هممهم القاصرة النازلة في مراتب البرازخ الحيوانيّة (٢) ، وتصوّراتهم مقصورة على أغراض بهيميّة أو سبعيّة أو شيطانيّة تغلب على نفوسهم ؛ فلا جرم يحشرون على صور تلك الحيوانات في القيامة (٣).
وفي الحديث (٤) : «يحشر الناس على نيّاتهم».
__________________
(١) ـ أمالي الصدوق : المجلس ٣٧ ، ح ٩ ، ٢٧٨ : «لو أنّ رجلا أحبّ حجرا لحشره الله معه».
(٢) ـ في النسخ : «البرزخ الحيوانية» والتصحيح من الأسفار والمفاتيح.
(٣) ـ كتب هنا ما يلي ثمّ شطب عليه :
كما قال الله ـ عزوجل ـ : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [٨١ / ٥] ، وقال : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ) [٦ / ١٢٨].
(٤) ـ ابن ماجة : كتاب الزهد ، باب (٢١) النية ، ٢ / ١٤١٤ ، ح ٤٢٣٠. المسند : ٢ / ٣٩٢.
وجاء عن الصادق عليهالسلام في الكافي : كتاب الجهاد ، باب الغزو مع الناس ... ، ٥ / ٢٠. والتهذيب : كتاب الجهاد ، باب من يجب معه الجهاد : ٦ / ١٣٥.
المحاسن : كتاب مصابيح الظلم ، باب (٣٣) النية : ١ / ٢٦٢ ، ح ٣٢٥.
عنه البحار : ٧٠ / ٢٠٩ ، ح ٢٩.