أو ثلاث ، أو جمعة ، أو شهر أو سنة ـ على قدر منزلته وعمله ـ فينظر إليهم ويسمع كلامهم ، ويرى المؤمن ما يحبّ ، ويستر عنه ما يكره ، ويرى الكافر ما يكره ويستر عنه ما يحبّ».
فصل [٢]
[ظهور الملكات في البرزخ]
قيل : النفوس في هذه الأجساد القبريّة واجدون للّذات والآلام التي تستصحبها الصور الحاصلة لهم من العلم والعمل في الخير والشرّ ، وتصير فيها محكمة ، ذاتيّة ، مثمرة ؛ فحالهم فيها كحال النطفة في الرحم ، والبذر في الأرض ، تنبت فيها وتثمر على ما في أصلها ، جاءت من ظهر أبيها ، حتّى اتّصلت بها القوّة الإسرافيليّة ، فصار حكمها وحالها إلى لون آخر ، كأنّهم يفيقون من سكرة وينتبهون من صعقة ـ انتهى ـ.
وروى الصدوق عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال (١) : «يا بني عبد المطّلب إنّ الرائد لا يكذب أهله ، والذي بعثني بالحقّ لتموتنّ كما تنامون ، ولتبعثنّ كما تستيقظون ، وما بعد الموت دار إلّا جنّة أو نار».
__________________
(١) ـ الاعتقادات : باب الاعتقاد في البعث بعد الموت ، مع فرق يسير.
عنه البحار : ٧ / ٤٧ ، ح ٣١.