وفي القرآن المجيد : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [٣ / ١٦٩].
ونادى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) الأشقياء المقتولين يوم بدر : «يا فلان ويا فلان ، قد وجدت ما وعدني ربّي حقّا ، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقّا»؟
ـ ثمّ قال : ـ «والذي نفسي بيده إنّهم لأسمع لهذا الكلام منكم ، إلّا أنّهم لا يقدرون على الجواب».
ومثله عن أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) في قتلى وقعة جمل.
وعن ابن عبّاس في سبب نزول الآية المذكورة ـ قال : ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) : «لمّا اصيب إخوانكم باحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف
__________________
(١) ـ راجع السيرة النبوية لابن هشام : ١ / ٦٣٩.
(٢) ـ راجع أيضا ما أورده الشيخ المفيد في شرح اعتقادات الصدوق ـ قدس سر هما ـ : باب النفوس والأرواح ، ١٩٠. عنه البحار : ٦ / ٢٥٥.
(٣) ـ دلائل النبوة : باب قول الله عزوجل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا ...) : ٣ / ٣٠٤.
أبو داود : كتاب الجهاد ، باب في فضل الشهادة : ٣ / ١٥ ، ح ٢٥٢٠. المستدرك للحاكم : ٢ / ٢٩٧. وأورده السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٣٧١ ، تفسير الآية) عن أحمد وهناد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي.
وقد ورد عن أهل البيت عليهمالسلام إنكار هذا المعنى ، فجاء في حديث (الكافي : كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين : ٣ / ٢٤٥ ، ح ٦) عن يونس بن ظبيان ، عن الصادق عليهالسلام : «ما يقول الناس في أرواح المؤمنين»؟ فقلت : «يقولون : تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش». فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «سبحان الله ـ المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ...». وجاء ما يقرب منه في أمالي الطوسي : المجلس الرابع عشر ، ح ٩٠ ، ٤١٨ ـ ٤١٩. وفي حديث آخر (الكافي : نفس الباب) : «لا ـ إذا ما هي في حواصل طير ...».