إلى ما كان أوّلا ويصل إلى درجة اللبّ الذي كان عليها في بدء أمره ، مع عدد كثير من أفراد نوعه ، وفوائد وأرباح كثيرة حاصلة من سفره ـ من الأوراق والقشور والأشجار والأنوار ـ فيخرج من بين تلك القشور والحشائش لبّا صافيا بإذن الله ، وثمرة صالحة هي نتيجة تلك المقدّمات ، ونهاية تلك الأسفار ؛ تكون موجودة باقية ببقاء موجدها ـ مع انفساخ تلك الأمور وزوالها ـ.
وصل
[الموت حياة اخرى]
قد ظهر مما ذكر أنّ الموت ليس أمرا يعدمنا ، بل يفرّق بيننا وبين ما هو غيرنا وغير صفاتنا اللازمة.
ولهذا ورد في الحديث النبوي صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) : «خلقتم للبقاء ، لا للفناء».
وفي لفظ آخر (٢) : «خلقتم للأبد ، وإنّما تنقلون من دار إلى دار».
وفي حديث آخر (٣) : «الأرض لا تأكل محلّ الإيمان».
__________________
(١) ـ قال الصدوق ـ قدسسره ـ في اعتقاداته (باب الاعتقاد في النفوس والأرواح) : «واعتقادنا فيها أنها خلقت للبقاء ولم تخلق للفناء ، لقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما خلقتم للفناء ، بل خلقتم للبقاء ، وإنّما تنقلون من دار إلى دار». البحار : ٦ / ٢٤٩ ، ح ٨٧.
(٢) ـ راجع التعليقة السابقة.
(٣) ـ لم أعثر عليه. وقد أورده الغزالي في الإحياء (كتاب شرح عجائب القلب ، بيان الفرق بين المقامين بمثال محسوس ، ٣ / ٣٦) قائلا : «وإليه أشار الحسن رحمهالله بقوله : التراب لا يأكل محل الإيمان». وقال الزبيدي في شرحه (إتحاف السادة : ٧ / ٢٥٥) : «كما نقله صاحب القوت».