موضعه ؛ وصحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله (١) : «سيكون في أمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ـ حتّى لو أنّ أحدهم دخل جحر ضبّ لدخلتموه».
على أنّ جماعة من الإماميّة تأوّلوا ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة والأمر والنهي ـ دون رجوع الأشخاص وإحياء الأموات ـ وأوّلوا الأخبار الواردة في ذلك ، لما ظنّوا أنّ الرجعة تنافي التكليف.
وليس كذلك ، لأنّه ليس فيها ما يلجئ إلى فعل الواجب والامتناع من القبيح ، والتكليف يصحّ معها ، كما يصحّ مع ظهور المعجزات الباهرة والآيات القاهرة ـ كفلق البحر ، وقلب العصا ثعبانا ، وما أشبه ذلك ـ.
ولأنّ الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة ، فيتطرّق التأويل عليها ، وإنّما المعوّل في ذلك على إجماع الشيعة الإماميّة ـ وإن كانت الأخبار تعضده وتؤيّده ـ.
ومن قال : «إنّ قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ) المراد : يوم القيامة» ، قال : «المراد بالفوج : الجماعة من الرؤساء والمتبوعين في الكفر ؛ حشروا إذ جمعوا لإقامة الحجّة عليهم».
ـ انتهى كلامه (٢) ـ.
__________________
(١) ـ مضى الحديث في الفصل الخامس من هذا الباب.
(٢) ـ مجمع البيان : ٧ / ٢٣٤.