وقال عليّ بن إبراهيم ـ رحمهالله ـ في تفسيره (١) :
حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو نائم في المسجد ، قد جمع رملا ووضع رأسه عليه ؛ فحرّكه برجله ثمّ قال له : «قم ـ يا دابّة» ؛ فقال الرجل (٢) من أصحابه : «يا رسول الله ـ أيسمّي بعضنا بعضا بهذا الاسم»؟
فقال : «لا والله ، ما هو إلّا له خاصّة ؛ وهو الدابّة التي ذكر الله في كتابه : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) [٢٧ / ٨٢]». ـ ثمّ قال : ـ «يا عليّ ـ إذا كان آخر الزمان ، أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك».
فقال الرجل لأبي عبد الله عليهالسلام : «إنّ العامّة يقولون : هذه الدابّة إنّما تكلمهم». فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «كلّمهم الله في نار جهنّم ـ إنّما هو (تُكَلِّمُهُمْ) من «الكلام».
والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [٢٧ / ٨٣ ـ ٨٤]» ـ قال : ـ «الآيات أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام».
__________________
(١) ـ تفسير القمي : في تفسير قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ ...) [٢٧ / ٨٢] : ٢ / ١٣١ ـ ١٣٢. عنه البحار : ٥٣ / ٥٢ ـ ٥٣ ، ح ٣٠.
(٢) ـ المصدر : رجل.