فالغيبة التامّة هي التي وقعت بعد مضيّ السمري رضي الله عنه».
* * *
[التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة وعدد من رآه عليهالسلام]
قد ورد عن القائم ـ صلوات الله عليه ـ إلى الشيعة توقيعات في أوائل غيبته بأيدي سفرائه ، وقد رآه غير واحد وشاهد منه المعجزات والكرامات ، ولهم قصص وحكايات في ذلك.
وقد ذكر محمّد بن أبي عبد الله الكوفي (١) عدد من انتهى إليه ووقف على معجزاته. وقد أورد الصدوق ـ رحمهالله ـ أسماءهم في كتابه (٢) مع نبذ من تلك التوقيعات والحكايات. ومن الناس من وصل في بعض أسفاره إلى بلدته عليهالسلام ورآه فيها ، وسمع منه الحديث وشاهد منه الأعاجيب (٣).
__________________
(١) ـ كمال الدين : الباب الثالث والأربعون ، ح ٢٦ ، ٤٤٢. والراوى هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون ثقة ؛ راجع ترجمته في معجم الرجال : ١٥ / ١٦٥ ـ ١٦٩ ، رقم ١٠٣٨٤ و ١٤ / ٢٧١ ـ ٢٧٤ ، رقم ١٠٠٠٧ و ١٠٠٠٤. تنقيح المقال : رقم ١٠٥٠٣.
(٢) ـ كمال الدين : الباب السابق ، ٤٣٥ ـ ٤٧٩.
(٣) ـ يشير إلى ما حكي من قصة من سافر إلى الجزيرة الخضراء وما شاهد هناك. وقد ذكرها المجلسي ـ قدسسره ـ في البحار (٥٢ / ١٥٩ ـ ١٨٠) وقال : «وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض ، أحببت إيرادها لاشتمالها على ذكر من رآه ، ولما فيه من الغرائب ، وإنما أفردت له بابا لأني لم أظفر به في الاصول المعتبرة ، ولنذكرها بعينها كما وجدتها ...» ويتضح لمن قرء وتأمل القصة أنّها من القصص التي يضعه بعض الكتّاب والقاصّ ـ مثل قصص ألف ليلة وليلة ونظائرها ـ لجلب القراء والمستمعين ، أو ـ إذا أحسنّا الظنّ ـ فمن المنامات والمكاشفات التي لا اعتبار لها في الاستدلالات ، ولذلك أيضا ترى المؤلف ـ رحمهالله ـ لم يتعرض لشرحها واكتفى بالإشارة إليها.