فقال ـ صلوات الله عليه ـ : «إنّ هذا حقّ ، كما أنّ النهار حقّ».
فقيل له : «يا بن رسول الله ـ فمن الحجّة والإمام بعدك»؟
فقال : «ابني م ح م د ، وهو الإمام والحجّة بعدي ؛ من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة.
أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذّب فيها الوقّاتون ؛ ثمّ يخرج ؛ فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة».
وبإسناده (١) عن منصور (٢) ـ قال : ـ قال أبو عبد الله عليهالسلام :
«يا منصور ـ إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلّا بعد يأس ؛ ولا والله لا يأتيكم حتّى تميّزوا ، ولا والله لا يأتيكم حتّى تمحّصوا ، ولا والله لا يأتيكم حتّى يشقى من شقى ، ويسعد من سعد».
وبإسناده (٣) عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال
__________________
(١) ـ كمال الدين ، باب ما أخبر به الصادق عليهالسلام من وقوع الغيبة ، ٣٤٦ ، ح ٣٢. عنه البحار : ٥٢ / ١١١ ، ح ٢٠. الكافي : كتاب الحجة ، باب التمحيص والامتحان ، ح ٣ ، ١ / ٣٧٠ ، مع اختلاف يسير في اللفظ. راجع أيضا الغيبة للنعماني : ٢٠٩ ، ح ١٦.
(٢) ـ يظهر أنّ «منصور» هذا هو منصور الصيقل ، ويؤيده ما جاء ـ قريبا من معنى هذا الحديث ـ في الكافي (الحديث السادس من الباب المذكور) : «... عن محمد بن سنان ، عن محمد بن منصور الصيقل ، عن أبيه ، قال : كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا ، وأبو عبد الله عليهالسلام يسمع كلامنا ؛ فقال لنا : «في أيّ شيء أنتم؟ هيهات ، هيهات!! لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تغربلوا ...». راجع معجم الرجال : ١٨ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧.
(٣) ـ كمال الدين : الباب السابق ، ٣٤٧ ، ح ٣٥. عنه البحار : ٥٢ / ٢٨١ ، ح ٩. الكافي : كتاب الحجة ، باب في الغيبة : ١ / ٣٣٦ ، ح ٣. الغيبة للطوسي : ٣٣٧ ، ح ٢٨٥.