الغد عدت إليه ، فقلت : «يا بن رسول الله ـ لقد عظم سروري بما مننت عليّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين»؟
قال : «طول الغيبة ـ يا أحمد».
قلت : «يا بن رسول الله ـ فإنّ غيبته لتطول»؟
قال : «إي وربّي ، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، فلا يبقي إلّا من أخذ الله ـ عزوجل ـ عهده لولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه ـ يا أحمد بن اسحاق ـ هذا أمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ؛ فخذ ما آتيتك واكتمه ، وكن من الشاكرين ، تكن معنا غدا في عليّين».
[طول الغيبة والحكمة فيها]
وبإسناده (١) عن أبي عليّ بن همام (٢) ، قال : سمعت محمد بن عثمان العمري ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن عليّ ـ صلوات الله عليه ـ وأنا عنده ـ عن الخبر الذي روي عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ :
«إنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه إلى يوم القيامة» ، و : «إنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهليّة».
__________________
(١) ـ كمال الدين : باب ما أخبر به العسكريّ عليهالسلام من وقوع الغيبة ، ٤٠٩ ، ح ٩. كفاية الأثر : باب ما جاء عن أبي محمّد عليهماالسلام ... : ٢٩٢. عنهما البحار : ٥١ / ١٦٠ ، ح ٧.
(٢) ـ أبو علي محمد بن همام البغدادي ، ثقة جليل القدر. (جامع الرواة : ٢ / ٢١٢ ، الرقم ١٤٩٤).