ومن جملة هذه الأحداث محتومة ، وفيها مشترطة ـ والله أعلم بما يكون ـ وإنّما ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول ، وتضمّنها الأثر المنقول (١).
قال صاحب كشف الغمّة (٢) ـ رحمهالله ـ :
«لا ريب أنّ هذه الحوادث فيها ما يحيله العقل ، وفيها ما يحيله المنجّمون ، ولهذا اعتذر الشيخ المفيد ـ رحمهالله ـ في آخر إيراده لها ؛ والذي أراه أنّه إذا صحّت طرقات نقلها وكانت منقولة عن النبيّ والإمام عليهمالسلام فحقّها أن تتلقّى بالقبول ، لأنّها معجزات ، والمعجزات خوارق للعادات كانشقاق القمر ، وانقلاب العصا.
وعن أبي حمزة (٣) ـ قال : ـ قلنا لأبي جعفر عليهمالسلام : «خروج السفياني من المحتوم»؟
قال : «نعم ؛ والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من
__________________
(١) ـ إلى هنا انتهى ما نقله المؤلف عن كتاب الإرشاد للمفيد ـ قدسسره ـ ولا يخفى أن أكثر الأخبار المتضمّنة لهذه الوقائع ضعاف ، وبعد كونها صحيحة من جهة السند فإنها من الآحاد التي لا يثبت بها شيء. وإنما المتواتر المحتوم هو ظهوره ـ صلوات الله عليه ـ في الوقت المقدّر المقضيّ المعلوم عند الله تعالى.
(٢) ـ كشف الغمّة : باب ذكر علامات قيام القائم عليهالسلام ... : ٣ / ٢٤٨.
(٣) ـ أبو حمزة الثمالي. وجاء ما يقرب منه عن الصادق عليهالسلام أيضا في كمال الدين (الباب السابع والخمسون : ٦٥٢ ، ح ١٤) : «عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنّ أبا جعفر عليهماالسلام كان يقول : إنّ خروج السفياني من الأمر المحتوم. قال : نعم ؛ واختلاف ولد العباس من المحتوم ...». عنه البحار : ٥٢ / ٢٠٦ ، ح ٤٠.