متكلّم ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير.
ولا يجب عليه (١) أن يبحث عن حقيقة هذه الصفات ، وأنّ الكلام والعلم ـ وغيرهما ـ حادث أو قديم ؛ بل لو لم يخطر له حقيقة هذه المسألة حتّى مات ، مات مؤمنا.
ولا يجب عليه تعلّم الأدلّة التي حرّرها المتكلّمون ؛ بل مهما خطر في قلبه تصديق الحقّ بمجرّد الإيمان من غير دليل وبرهان : فهو مؤمن.
ولم يكلّف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم العرب بأكثر من ذلك ، وعلى هذا الاعتقاد المجمل استمرار العرب وأكثر الناس ؛ إلّا من وقع في بلدة يقرع سمعه فيها هذه المسائل ـ كقدم الكلام وحدوثه ، ومعنى الاستواء والنزول وغيره ـ فإن لم يأخذ ذلك بقلبه ، وبقي مشغولا بعبادته وعمله (٢) : فلا حرج عليه ؛ وإن أخذ ذلك بقلبه : فإنّما الواجب عليه ما اعتقده السلف :
يعتقد في القرآن : الحدوث ـ كما قال السلف : «القرآن كلام الله مخلوق» ـ ويعتقد أنّ الاستواء حقّ ، والإيمان به واجب والسؤال عنه مع الاستغناء عنه بدعة ، والكيفيّة غير معلومة (٣).
ويؤمن بجميع ما جاء به الشرع ـ إيمانا مجملا من غير بحث
__________________
(١) ـ هامش النسخة : «وليس عليه».
(٢) ـ كتب في المتن : «علمه». واستدرك في الهامش : «عمله ـ ل».
(٣) ـ هامش النسخة : «فيه مجهولة ـ خ ل».