فصل (١) [١٨]
قال علي بن عيسى الإربلي صاحب كشف الغمّة ـ رحمهالله ـ (٢) :
«إنّ الله ـ سبحانه وله الحمد ـ لمّا هداني الصراط المستقيم ، وسلك بي سبيل المنهج القويم ، وجعل هواي في آل نبيّه لمّا اختلف الأهواء ، ورأيي فيهم حين اضطربت الآراء ، وولائي لهم إذ تشعّبت الولاء ، ودعائي بهم إذ تفرّق الدعاء : تلقّيت نعمته ـ تعالى ـ بشكر دائم الإمداد ، وحمد متّصل اتّصال الآباد واتّخذت هداهم شريعة ومنهاجا ، ومذهبهم سلّما إلى نيل المطالب ومعراجا ، وحبّهم علاجا لداء هفواتي إذ اختار كلّ قوم علاجا ، وصرّحت بموالاتهم إذا ورّى غيري أوداجا.
فهم ـ صلى الله عليهم ـ عدّتي وعتادي (٣) ، وذخيرتي الباقية في معادي ، وانسي إذا أسلمني طبيبي وانقضى تردد عوادي ، وهداتي إذا حار الدليل وجار الهادي ؛ أحد السببين الذين من اعتلق بهما فقد فازت قداحه ، وثاني الثقلين الذين من تمسّك بهما أسفر عن حمد السرى صباحه ؛ محبّتهم عصمة في الأولى والعقبى ، ومودّتهم واجبة بدليل : (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [٤٢ / ٢٣].
__________________
(١) ـ أورد المؤلف هذا الفصل في المحجة البيضاء أيضا : ١ / ٢٠٢.
(٢) ـ كشف الغمة : ١ / ٣.
(٣) ـ نسخة : عداتي.