[شرح الخطبة]
ـ ثمّ قال (١) : ـ
المراد ب «فلان» أبو بكر ، وفي بعض النسخ : «لقد تقمّصها ابن أبي قحافة» ، والضمير في «تقمّصها» راجع إلى الخلافة ، لعهدها ، أو لسبق ذكرها ، واستعار وصف «التقمّص» لتلبّسه بها.
ومثّل نفسه منها ب «القطب من الرحا» ، في أنّها لا تستقيم بدونه ، وأكّد ذلك بالكناية عن علوّه وشرفه مع فيضان العلوم والفضائل عنه بوصفين من أوصاف الجبل المنيع العالي ، وهما كونه «ينحدر عنه السيل» و «لا يرقي إليه الطير».
ـ قال ـ :
و «طفقت» إلى قوله «عمياء» أي جعلت افكّر في أمري ، هل أصول عليهم بيد جذّاء ـ بالدال والذال ، أي مقطوعة ـ وهي كناية عن عدم الناصر له.
وأن «أصبر على طخية عمياء» ، أي : ظلمة لا يهتدى فيها للحقّ ؛ وكنّى بها عن التباس الأمور في الخلافة قبله.
و «هاتا» : لغة في «هذا». و «أحجى» : أليق بالحجى ، وهو العقل.
__________________
(١) ـ شرح نهج البلاغة للبحراني : ١ / ٢٥٤ اقتباسا وتلخيصا.