ـ قال ـ :
و «الحوزة» : الناحية ، وكنّى بها بوصف «خشنها» عن طباع عمر ـ فإنّها كانت توصف بالجفاوة ـ وب «غلظ كلمها» عن غلظته بالمواجهة بالقول وغيره ، و «الكلم» : الجرح. وب «خشونة مسّها» عن عدم لينه لمن يلتمس منه أمرا. وب «كثرة العثار والاعتذار منها» عمّا كان يتسرّع إليه من الأحكام ثمّ يعاود النظر فيها فيجدها غير صائبة ، فيحتاج إلى الاعتذار منها ، كقصّة المجهضة (١) وغيرها.
* * *
وخلاصة خبر الشورى : أنّه لمّا طعن عمر دخلت عليه وجوه الصحابة ، وسألوه أن يستخلف رجلا يرضاه. فقال : «لا احبّ أن أتحمّلها حيّا وميّتا».
فقالوا : «ألا تشير علينا»؟
فقال : «إن أحببتم».
فقالوا : «نعم».
فقال : «الصالحون لهذا الأمر سبعة ؛ وهم : سعيد بن زيد ـ وأنا مخرجه منهم لأنّه من أهل بيتي ـ وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وعثمان ، وعليّ. فأمّا سعد : فيمنعني منه عنفه. ومن عبد الرحمن : أنّه قارون هذه الامّة. ومن طلحة : فتكبّره. ومن الزبير : شحّه. ومن
__________________
(١) ـ أجهضت المرأة : أسقطت حملها. وجاء شرح واقعتها في المصدر : ١ / ٢٥٩.