[حول هذه الخطبة]
قال الشارح ـ كمال الدين بن ميثم البحراني ، رحمهالله ـ (١) :
«إنّ هذه الخطبة وما يشبهها ـ ممّا يتضمّن شكايته عليهالسلام في أمر الخلافة ـ قد أنكرها جماعة من أهل السنّة ، حتّى قالوا : «إنّه لم يصدر عنه عليهالسلام شكاية في هذا الأمر أصلا». ومنهم من نسب هذه الخطبة خاصّة إلى السيّد الرضي ـ رحمهالله ـ
ويحتمل إنكارهم وجهين : أحدهما أن يقصدوا بذلك توطئة العوام ، وتسكين خواطرهم عن إثارة الفتن والتعصّبات الفاسدة ، ليستقيم أمر الدين ، ويكون الكلّ على نهج واحد ، فيظهروا لهم أنّه لم يكن بين الصحابة ـ الذين هم أشراف المسلمين وساداتهم ـ خلاف ولا نزاع ، ليقتدي بحالهم من سمع ذلك ؛ وهذا مقصد حسن ، ونظر لطيف ـ لو قصد.
والثاني أن ينكروا ذلك عن اعتقاد أنّه لم يكن هناك خلاف بين الصحابة ولا منافسة ؛ والحقّ أنّ ذلك إفراط في القول ، لأنّ المنافسة التي كانت بين الصحابة في أمر الخلافة معلومة بالضرورة لكلّ من سمع أخبارهم وتشاجرهم في السقيفة ؛ وتخلّف عليّ ووجوه بني هاشم عن البيعة أمر ظاهر ـ لا يدفعه إلّا جاهل أو معاند ـ.
وإذا ثبت أنّه عليهالسلام نافس في هذا الأمر ، كان الظنّ غالبا
__________________
(١) ـ شرح نهج البلاغة للبحراني : شرح الخطبة الشقشقية : ١ / ٢٥١ ـ ٢٦٠ اقتباسا وتلخيصا.