فقال : «هذا أمر لا يجري به القلم».
قالت : «ولم»؟
قال : «لأنّ عليّ بن أبي طالب في الإسلام أوّل ، وله بذلك البدء في الكتاب».
فقالت : اكتب «إلى علي بن أبي طالب ، من عائشة بنت أبي بكر : أمّا بعد فإنّي لست أجهل قرابتك من رسول الله ، ولا قدمك في الإسلام ، ولا عناك عن (١) رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وإنّما خرجت مصلحة بين بنيّ ، لا اريد حربك إن كففت عن هذين الرجلين» ـ في كلام لها كثير ـ.
* * *
فلم اجبها بحرف ، وأخّرت جوابها لقتالها ، فلمّا قضى الله لي الحسنى ، سرت إلى الكوفة ، واستخلفت عبد الله بن عبّاس على البصرة.
[معاوية والشام]
فقدمت الكوفة وقد اتّسقت لي الوجوه كلّها إلّا الشام ؛ فأحببت أن اتّخذ الحجّة وأقضي العذر ، وأخذت بقول الله : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) [٨ / ٥٨].
__________________
(١) ـ كذا. وفي كشف المحجة والبحار : «ولا عناك من». وفي معادن الحكمة : «ولا عناءك عن». وجاء تعليقا عليه : «كتب المؤلف (علم الهدى ابن الفيض ـ قدهما ـ) بخطه في الهامش : العناء : التعب والنصب. يقال : عنى ـ بالكسر ـ عناء : إذا تعب ونصب ، وأعنيته : إذا أوقعته في التعب. وكذلك : عنيته تعنيه. وربما يوجد في طائفة من النسخ بإعجام الغين ، من الغناء ـ بالفتح والمد ـ يعني النفع. يقال : ما يغني عنك هذا ، أي ما ينفعك».