وأمّا قولكما : «أنّكما تطلبان بدم عثمان» فهذان ابناه عمرو وسعيد ، فخلّوا عنهما يطلبان دم أبيهما ؛ متى كانت أسد وتيم أولياء بني اميّة»؟
فانقطعا عند ذلك.
* * *
وقام عمران بن الحصين الخزاعي (١) ـ صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو الذي جاءت فيه الأحاديث ـ وقال :
«يا هذان ـ تخرجان (٢) ببيعتكما من طاعة عليّ ، ولا تحملانا على نقض بيعته فإنّها لله رضا ؛ أما وسعتكما بيوتكما حتّى أتيتما بامّ المؤمنين؟ فالعجب لاختلافها إيّاكما ومسيرها معكما ؛ وكفّا عنّا أنفسكما ، وارجعا من حيث جئتما ، فلسنا عبيد من غلب ، ولا أوّل من سبق».
فهمّا به ، ثمّ كفّا عنه.
[أمر عائشة]
وكانت عائشة قد شكّت في مسيرها ، وتعاظمها القتال ، فدعت كاتبها ـ عبيد بن كعب النميري ـ فقالت : اكتب : «من عائشة بنت أبي بكر ، إلى علي بن أبي طالب».
__________________
(١) ـ عمران بن حصين بن عبيد أبو نجيد الخزاعي الكعبي ، أسلم عام خيبر وغزا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، توفى بالبصرة سنة اثنتين وخمسين ولي قضاء البصرة.
اسد الغابة : ٣ / ٧٧٨ ، الترجمة ٤٠٤٢. راجع طبقات ابن سعد : ٤ / ٢٨٧.
المعارف : ٣٠٩. سير أعلام النبلاء : ٢ / ٥٠٨ ـ ٥١٢.
(٢) ـ كذا. وفي الكشف والمعادن : لا تخرجانا.