الضعيف ، وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إيّاي أن حمل إليها الصغير ، وهدج إليها الكبير ، وتحامل إليها العليل ، وحسرت لها الكعاب (١) ، فقالوا : «بايعنا على ما بويع عليه أبو بكر وعمر ، فإنّا لا نجد غيرك ، ولا نرضى إلّا بك ، فبايعنا لا نفترق و [لا] نختلف (٢)».
فبايعتكم على كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودعوت الناس إلى بيعتي ، فمن بايعني طائعا قبلت منه ، ومن أبى تركته.
[طلحة والزبير]
فكان أوّل من بايعني طلحة والزبير. فقالا : «نبايعك على أنّا شركاؤك في الأمر».
فقلت : «لا ، ولكنّكما شركائي في القوّة وعوناي في العجز».
فبايعاني على هذا الأمر ، ولو أبيا لم اكرههما ، كما لم اكره غيرهما.
وكان طلحة يرجو اليمن ، والزبير يرجو العراق ، فلمّا علما أنّي غير مولّيهما ، استأذناني للعمرة ـ يريدان الغدر ـ فأتيا عائشة واستخفّاها ـ مع كلّ شيء في نفسها عليّ.
ـ والنساء (٣) نواقص الإيمان ، نواقص العقول ، نواقص الحظوظ ؛ فأمّا نقصان إيمانهنّ : فقعودهنّ عن الصلاة والصيام في أيّام حيضهنّ ؛
__________________
(١) ـ هدج : مشى مشية الشيخ. الكعاب : الجارية التي نهد ثدييه. يريد أن الناس بلغوا من السرور إلى أن حسر الجاريات عن وجوههن من السعي إليها.
(٢) ـ النسخة : لا نفترق ونختلف. التصحيح من الكشف والمعادن.
(٣) ـ جاء ما يقرب منه في نهج البلاغة : الخطبة ٨٠.