[أمر عثمان]
وأمّا أمر عثمان (١) : فكأنّه علم من القرون الاولى (عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) [٢٠ / ٥٢] ، خذله أهل بدر ، وقتله أهل مصر ؛ والله ما أمرت ولا نهيت ، ولو أنّي أمرت كنت قاتلا ، ولو أنّي نهيت كنت ناصرا ، وكان الأمر لا ينفع فيه العيان ، ولا يشفي فيه الخبر ؛ غير أنّ من نصره لا يستطيع أن يقول هو : «خذله من أنا خير منه» ، ولا يستطيع من خذله أن يقول : «نصره من هو خير منّي».
وأنا جامع أمره : استأثر فأساء الأثرة ، وجزعتم فأسأتم الجزع ، والله يحكم بينكم وبينه ؛ والله ما يلزمني في عثمان تهمة ، ما كنت إلّا رجلا من المسلمين المهاجرين في بيتي.
[بيعة الناس لأمير المؤمنين صلىاللهعليهوآلهوسلم]
فلمّا قتلتموه أتيتموني تبايعوني ، فأبيت عليكم وأبيتم عليّ ، فقبضت يدي فبسطتموها ، وبسطتها فمددتموها ، ثمّ [تداككتم] (٢) عليّ تداكّ الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها ، حتّى ظننت أنّكم قاتلي ، وأنّ بعضكم قاتل بعض ، حتّى انقطعت النعل وسقط الرداء ، ووطئ
__________________
(١) ـ ما يقرب منه في نهج البلاغة : الخطبة ٣٠.
(٢) ـ في النسخة : تدكاتم. وما أثبتناه من الكشف والمعادن ، والأظهر أنه الصحيح.
التداك والتداكك : تدافع المتزاحمين الواردين على شيء واحد.
ويقرب منه ما في نهج البلاغة : الخطبة ٥٤.