أعداء الرسول ، والمنتقم من ذريّة البتول ، والمقتول بسيوف قتل بها المشركون في بدر واحد وغيرهما من مواقف الحروب.
وليتأمّل كيف تسافل الأمر حتّى تنازعها علوج بني اميّة ، الشرّابون للخمور ، والمعلنون بالفسوق والفجور ، والمستحلّون لبس الحرير ولعب الطنابير ، قاتلوا ذرّية المصطفى ، والمتديّنون بسبّ المرتضى ؛ ثمّ تلقّفها بنو العبّاس ، السالكون مسالك اولئك الأرجاس.
ثمّ لينظر كيف مهّد هؤلاء السفهاء ـ مجوس هذه الأمّة ـ العذر عن ذلك تارة بجعل الإمامة منوطة بآراء الامّة ، فقالوا :
«إنّ معظم الغرض منها حفظ نظام الخلق في دنياهم ، فيمكن أن يتولّاها الفاسق والجاهل ، بل الكافر ، حتّى لو بايع جمع من الأعيان ـ بل واحد ـ شخصا نافذ الحكم صار إماما ، بل لو تغلّب على الإمام العادل متغلّب وقهره ، انعقدت إمامته وصار خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن كان من شرار الخلق ؛ وانعزل الأوّل وصارت مناصب الشرع بيد الثاني (١)».
وتارة بدعوى النصّ على إمامة أبي بكر. ويختلقون في
__________________
(١) ـ قال التفتازاني (شرح المقاصد : الفصل الرابع من المقصد السادس ، ٥ / ٢٣٣) : «... فإذا مات الإمام وتصدى للإمامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف ، وقهر الناس بشوكته انعقدت الخلافة له ، وكذا إذا كان فاسقا أو جاهلا على الأظهر ... وإذا ثبت الإمام بالقهر والغلبة ، ثم جاءه آخر فقهره ، انعزل وصار القاهر إماما ... ولا ينعزل الإمام بالفسق والإغماء ...».
راجع أقوال أهل السنة حول انعقاد البيعة والإمامة في الغدير : ٧ / ١٣٦ ـ ١٤٣.