فصل [٩]
قال شيخنا الفقيه الشيخ علي بن عبد العالي ـ رحمهالله ـ (١) :
وليتأمل العاقل المنصف ، هل يجوز أن يتولّى منصب الإمامة ـ الذي هو معظم منصب النبوّة ـ مثل شيخ تيم الجاهل بامور الدين ومواقع الشرع ، بحيث يخفى عليه ميراث الجدّة ونحوه ، بعد أن سجد للأصنام حتّى شاب رأسه.
ومثل ... عديّ ... ، ذي الفضاضة والغلظة والمكر والخديعة ... والمجترئ على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد موته ، الذي حكم في الدين برأيه ، وغيّر الشرع من عند نفسه ، وفعل مع بضعة الرسول وسلالة النبوّة ما لا يفعله ذوو الأحقاد من الجاهليّة الأولى بأعدائهم.
ومثل ... بني اميّة ، الذي حمّلهم على أعناق المسلمين ، وآثرهم بالفيء والغنائم على كبراء الأنصار والمهاجرين ، مربّي
__________________
(١) ـ نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن العالي الكركي المعروف بالمحقق الثاني ـ (كرك : قرية قرب بعلبك) ـ ولد صاحب الترجمة ونشأ وتعلم فيها ثم توجه إلى مصر ثم الى العراق وسكن النجف ، ثم سافر إلى إيران بدعوة الحكومة الصفوية ، ووصل إلى أصبهان واشتغل فيه بإقامة الحدود وبيان المسائل الشرعية ، وتوفى ـ قدسسره ـ بالنجف سنة ٩٣٧ أو ٩٣٩ أو ٩٤٠.
راجع ترجمته في أعيان الشيعة : ٨ / ٢٠٨. روضات الجنات : ٤ / ٣٧.
شهداء الفضيلة : ١١٤. الأعلام : ٤ / ٢٨١. ريحانة الأدب : ٥ / ٢٤٤ ـ ٢٤٨.
والنص المنقول من خطبة كتابه نفحات اللاهوت : ٤٠ ـ ٤٢ ، مع فروق يسيرة.