على أن لا يتعرّض له بمكروه فيعطيه الزكاة. فلمّا جنّ عليهم الليل ونام مالك وأصحابه بيّت عليهم خالد وأصحابه فقتلوهم غدرا ودخل بامرأته في ليلته ، وطبخ رأسه في وليمة عرسه وسبى حريمه ، وسمّاهم أهل الردة افتراء وكذبا.
فلمّا رأى الناس أمثال ذلك دخلوا تحت سلطنتهم الجابرة كما كانت الناس يدخلون تحت سلطان الملوك الجبابرة ، وما بقى إلّا شرذمة قليلون ، وكانوا أذلّاء خائفين متّقين.
فصل [٤]
روى العامّة في صحاحهم (١) أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال حين وفاته :
«ائتوني بدواة وبيضاء اكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعدي».
ـ وفي رواية (٢) : «لازيل عنكم مشكل الأمر ، واذكر لكم من المستحقّ بعدي» ـ
__________________
(١) ـ ورد الحديث بألفاظ مختلفة ، راجع البخاري : الجهاد ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، ٤ / ١٢١. الغزوات ، باب مرض النبي ووفاته ، ٦ / ١١.
المعجم الكبير : ١١ / ٣٠ و ١٢٢٦١ ، ح ١٠٩٦١ ـ ١٠٩٦٢ و ١٢٢٦١.
المسند : ١ / ٢٢٢ و ٢٩٣. حلية الأولياء : ذكر طلحة بن مصرف ، ٥ / ٢٥.
(٢) ـ راجع الروايات الواردة حول هذه القضية ـ المعروفة برزية يوم الخميس ـ في طبقات ابن سعد : ٢ / ٢٤٢ ـ ٢٤٥. مسلم : كتاب الوصية ، باب (٥) ترك الوصية ... ، ٣ / ١٢٥٧ ـ ١٢٥٩ ، ح ٢٠ ـ ٢٢. المسند : ١ / ٢٢٢ و ٣٢٥ و ٣٥٥. البخاري : كتاب الجهاد والسير ، باب جوائز الوفد ، ٤ / ٨٥. وكتاب الطب باب قول المريض قوموا عني ، ٧ / ١٥٦. نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد : ٦ / ٥١. وغيرها من التواريخ.
راجع أيضا : النص والاجتهاد : ١٤٨ ـ ١٦٣ ، وما مضى في التعليقة السابقة.