فصل [٢]
روى ابن أبي الحديد (١) منهم عن أمير المؤمنين عليهالسلام ـ معتمدا ـ على صحّتها أنّه قال :
«اللهم إنّي استعديك على قريش ، فإنّهم أضمروا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضروبا من الشرّ والغدر ، فعجزوا عنها ، فحلت بينهم وبينها ، فكانت الوجبة بي والدائرة عليّ ؛ اللهمّ احفظ حسنا وحسينا ، ولا تمكّن فجرة قريش منهما ما دمت حيّا ، فإذا توفّيتني فأنت الرقيب عليهم ، وأنت على كلّ شيء شهيد».
قال له قائل (٢) : «يا أمير المؤمنين ـ أرأيت لو كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم ، وآنس منه الرشد أكانت العرب ، تسلم إليه أمرها»؟
قال : «لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلته ، إنّ العرب كرهت أمر محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم وحسدته على ما آتاه الله من فضله واستطالت أيّامه حتّى قذفت زوجته ونفرت ناقته ، مع عظيم إحسانه كان إليها ، وجسيم منّه عندها ؛ واجتمعت مذ كان حيّا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته.
ولو لا أنّ قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرئاسة ، وسلّما إلى العزّ
__________________
(١) ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢٠ / ٢٩٨ ، الكلمة (٤١٣) من الكلمات التي انتخبها ابن أبي الحديد من كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام وألحقها بآخر شرحه.
(٢) ـ نفس المصدر : الكلمة (٤١٤).