ويخطر بالبال أنّ المراد بالسبعين الكثرة ، فمعنى الحديث : أنّ أمّة موسى افترقوا فرقا كثيرة هالكة ، وواحدة ناجية ؛ ثمّ لمّا جاء عيسى اختلفت الفرقة الناجية الموسويّة عليه بالتصديق والتكذيب ـ كغيرهم ـ فافترقت فرقتين : فرقة التحقت بالفرق الكثيرة الهالكة ـ فصارت الهالكة من أمّته إحدى وسبعين ، وفرقة نجت مع من نجت ـ فصارت أمّته اثنتين وسبعين فرقة ؛ ثمّ لمّا جاء نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم اختلفت الفرقة الناجية العيسويّة عليه بالتصديق والتكذيب ـ كغيرهم ـ فافترقت فرقتين : فرقة التحقت بالكثيرة الهالكة ، فصارت الهالكة من أمّته اثنتين وسبعين ، وفرقة نجت مع من نجت ، فصارت أمّته ثلاثا وسبعين فرقة.
ومن رام الحصر العقلي في هذا العدد أو الحصر الحقيقي فقد ركب شططا وأتى تعسّفا ـ والعلم عند الله ـ.
* * *
__________________
والحديث ورد في الترمذي (كتاب الإيمان ، الباب (١٨) : ٥ / ٢٦ ، ح ٢٦٤١) : بلفظ «... وتفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا ملة واحدة. قالوا : ومن هي ـ يا رسول الله ـ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي».