وهو عالم بأنّ كلّ شخص في أيّ جزء يوجد من المكان ، وأيّ نسبة تكون بينه وبين ما عداه ، ممّا يقع في جميع جهاته ، وكم الأبعاد بينهما على الوجه المطابق للحكم.
ولا يحكم على شيء بأنّه موجود الآن أو معدوم ، أو موجود هناك أو معدوم ، أو حاضر أو غائب ؛ لأنّه عزوجل ليس بزمانيّ ولا مكانيّ ، بل بكلّ شيء محيط أزلا وأبدا (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ) [٢ / ٢٥٥].
فصل (١) [٩]
قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) : «لم تسبق له حال حالا ، فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا ، ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا».
وقال عليهالسلام (٣) : «علمه بالأموات الماضين ، كعلمه بالأحياء الباقين ، وعلمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الأرضين السفلى».
وعن مولانا الباقر عليهالسلام (٤) : «كان الله ولا شيء غيره ، ولم يزل عالما بما يكون ، فعلمه به قبل كونه ، كعلمه به بعد كونه».
__________________
(١) ـ عين اليقين : ٣٠٧.
(٢) ـ نهج البلاغة : الخطبة ٦٥. عنه البحار : ٤ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ، ح ٣٧. ٧٧ / ٣٠٤ ، ح ٩.
(٣) ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٦٣. أولها : «الحمد لله خالق العباد ...» البحار : ٤ / ٣٠٧ ، ح ٣٥.
٧٧ / ٣٠٧ ، ح ١١.
(٤) ـ الكافي : باب صفات الذات : ١ / ١٠٧ ، ح ٢. وجاء في التوحيد (باب صفات الذات ١٤٥ ح ١٢) بلفظ : «... ولم يزل عالما بما كوّن ... بعد ما كوّنه».
البحار : ٤ / ٨٦ ، ح ٢٣. ٥٧ / ٨٢ ، ح ٦١. ٥٧ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، ح ٩٧.