وعن مولانا الرضا عليهالسلام (١) : «له معنى الربوبيّة إذ لا مربوب ، وحقيقة الإلهيّة إذ لا مألوه ، ومعنى العالم ولا معلوم ، ومعنى الخالق ولا مخلوق ، وتأويل السمع ولا مسموع ؛ ليس منذ خلق استحقّ معنى الخالق ، ولا بإحداثه البرايا استفاد معنى البرائيّة ؛ كيف ولا تعيّنه (٢) «مذ» ولا تدنيه «قد» ، ولا تحجبه «لعلّ» ، ولا توقته «متى» ولا تشمله «حين» ولا تقارنه «مع» ...» ـ الحديث ـ (٣).
وعن مولانا الصادق عليهالسلام ـ قال ـ (٤) : «لم يزل الله ـ جلّ وعزّ
__________________
(١) ـ التوحيد : باب التوحيد ونفي التشبيه : ٣٨ ، ح ٢. العيون : خطبة الرضا عليهالسلام في التوحيد ، ١ / ١٥٢ ، ح ٥١. أمالي المفيد المجلس الثلاثون ، ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ، ح ٤. أمالي الطوسي : المجلس الأول ، ٢٣ ، ح ٢٨ ، مع فروق. البحار : ٤ / ٢٢٩. ٥٧ / ٤٣ ، ح ١٧.
(٢) ـ كذا في النسخة. وفي المصادر : ولا تغيبه.
(٣) ـ كتب المؤلف هنا مقاطع ، ثم شطب عليها ، وهي :
وكما أنّه لا يلزم من فاعليّته ـ تعالى ـ للأشياء كون وجوداتها في ذواتها في مرتبة ذاته ـ سبحانه ـ بل كونه بحيث يتبع وجوده وإيجاده وجود الأشياء وصدوره عنه ، فكذلك لا يلزم من عالميّته بها كونها في ذواتها في مرتبة ذاته ، بل كونه بحيث يتبع انكشاف ذاته بذاته على ذاته ، انكشاف ذوات الأشياء بذواتها على ذاته ؛ وكما أنّ إيجادها للموجودات الكثيرة لا يقدح في بساطته الحقّة ، لكونها صادرة عنه على الترتيب السببي والمسببي ، فكذلك علمه سبحانه بالأشياء الكثيرة لا ينثلم وحدته الصرفة ، فتلك الكثرة ترتقي إليه وتجتمع في واحد محض ؛ إذ الترتيب تجمع الكثرة في واحد ، فله الكلّ من حيث لا كثرة فيه.
فصل
روي في كتاب التوحيد [باب العلم ، ١٣٨ ، ح ١٦] عن مولانا الكاظم عليهالسلام ـ قال : ـ علم الله لا يوصف الله منه بأين ، ولا يوصف العلم من الله بكيف ، ولا يفرد العلم من الله ، ولا يبان الله منه ، وليس بين الله وبين علمه حد.
(٤) ـ التوحيد : باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ١٣٩ ، ح ١. الكافي : باب صفات الذات ١ / ١٠٧ ، ح ١. البحار : ٤ / ٧١ ، ح ١٨. ٥٧ / ١٦١ ، ح ٩٦.