الوجوه ـ إلى الجميع ـ وإن كان من الحوادث الزمانيّة ـ نسبة واحدة إيجابيّة ، ومعيّة قيّوميّة ثابتة غير زمانيّة ولا متغيّرة أصلا ؛ والكلّ عنده واجبات ، وبغنائه بقدر استعداداتها مستغنيات ، كلّ في وقته ومحلّه وعلى حسب طاقته ؛ وإنّما إمكانها وفقرها بالقياس إلى ذواتها وقوابل ذواتها ، وليس هناك إمكان وقوّة البتة.
فالمكان والمكانيّات بأسرها ـ بالنسبة إليه سبحانه ـ كنقطة واحدة في معيّة الوجود (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [٣٩ / ٦٧] والزمان والزمانيّات ـ بآزالها وآبادها ـ كآن واحد عنده في ذلك.
«جفّ القلم بما هو كائن» (١).
__________________
(١) ـ في المعجم الكبير (١١ / ١٧٨ ، ح ١١٥٦٠) : «... فقد جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ...». أمالى الطوسي (المجلس التاسع عشر : ٥٣٦ ، ح ١) عن أبي ذر ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «... فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ...». الترمذي (كتاب الإيمان ، باب (١٨) ما جاء في افتراق هذه الامة ، ٥ / ٢٦ ، ح ٢٦٤٢) : «جفّ القلم على علم الله». وفيه (كتاب صفة القيامة ، باب ٥٩ ، ٤ / ٦٦٧ ، ح ٢٥١٦) : «رفعت الأقلام وجفّت الصحف». التوحيد (باب المشيّة والإرادة ، ٣٤٣ ، ح ١٣) : عن معاذ بن جبل ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سبق العلم وجفّ القلم ومضى القدر بتحقيق الكتاب وتصديق الرسل وبالسعادة من الله عزوجل لمن آمن واتّقى ، وبالشقاء لمن كذّب وكفر ، وبولاية الله المؤمنين وبراءته من المشركين ...». وورد مثله أيضا في تفسير القمي ، عن الصادق عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢ / ٢١١ ، تفسير الآية ٣٥ / ٤٥) بلفظ : «... سبق العلم وجف القلم ومضى القضاء وتم القدر بتحقيق الكتاب ...». عنه البحار : ٥ / ٩٤ ، ح ١٣. علل الشرائع (٢ / ٣٤٨ ، باب (٥٦) العلة التي من أجلها لا تجوز الصلاة في السواد ، ح ٧) : «جفّ القلم بما فيه». عنه البحار : ٢٨ / ٤٩ ، ح ١٤. البخاري : (باب في القدر ، ح ٣ ، ٨ / ١٥٢) : «جفّ القلم بما أنت لاق». شعب الإيمان (باب في أن القدر من الله ، ١ / ٢١٧ ، ح ١٩٥) : «جفّت الأقلام وطويت الصحف». مستدرك الحاكم (كتاب معرفة الصحابة ، ٣ / ٥٤١) : «قد مضى القلم بما هو كائن».