«يسمع لنفسه» أنّه شيء والنفس شيء آخر (١) ولكن أردت عبارة عن نفسى ـ إذ كنت مسئولا ـ وإفهاما لك ـ إذ كنت سائلا ـ فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ كلّه له بعض ؛ ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلّا أنه السميع البصير (٢) ، العالم الخبير ، بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى».
وبإسناده عنه عليهالسلام (٣) : ـ إنّه قيل له : «إنّ رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت ، يقول : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يزل سميعا بسمع ، وبصيرا ببصر ، وعليما بعلم ، وقادرا بقدرة» ؛ فغضب عليهالسلام ثمّ قال : ـ «من قال بذلك ودان به ، فهو مشرك ، وليس من ولايتنا على شيء ، إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ ذات علّامة ، سميعة ، بصيرة ، قادرة».
وفى رواية اخرى عن مولانا الرضا عليهالسلام (٤) : «من قال ذلك ودان به ، فقد اتّخذ مع الله آلهة اخرى ، وليس من ولايتنا على شيء» ـ ثمّ قال عليهالسلام : ـ «لم يزل الله ـ عزوجل ـ عليما ، قادرا ، حيّا ، قديما سميعا ، بصيرا لذاته ـ تعالى عمّا يقول المشركون والمشبّهون علوّا كبيرا».
__________________
(١) ـ في المصدرين : ... بل يسمع بنفسه ، ويبصر بنفسه ، ليس قولي : إنه سميع يسمع بنفسه ، وبصير يبصر بنفسه أنه شيء والنفس شيء آخر ...
(٢) ـ التوحيد : ... إلا إلى أنه السميع البصير ...
(٣) ـ التوحيد : باب صفات الذات وصفات الأفعال ، ١٤٤ ، ح ٨. أمالي الصدوق ـ قدسسره ـ : المجلس التاسع والثمانون ، ٧٠٨ ، ح ٥. البحار عنهما : ٤ / ٦٣ ، ح ٢.
(٤) ـ التوحيد : باب صفات الذات وصفات الأفعال : ١٤٠ ، ح ٣. عيون الأخبار : باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الأخبار في التوحيد : ١ / ١١٩ ، ح ١٠. أمالي الصدوق : المجلس السابع والأربعون ، ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ، ح ٥. الاحتجاج : احتجاجات الرضا عليهالسلام : ٢ / ٣٨٥. البحار : ٤ / ٦٢ ، ح ١.