فقال أبو جهل : «قد أمكنتكم الفرصة منه ، فسلوه كم الأساطين فيها والقناديل». فقالوا : «يا محمّد ـ إنّ هاهنا من قد دخل بيت المقدّس ، فصف لنا كم أساطينه وقناديله ، ومحاريبه»؟
فجاء جبرئيل عليهالسلام فعلّق صورة بيت المقدّس تجاه وجهه ، فجعل يخبرهم بما يسألونه ، عنه ؛ فلمّا أخبرهم قالوا : «حتّى تجيء العير ، ونسألهم عمّا قلت». فقال لهم رسول اللهصلىاللهعليهوآله : «تصديق ذلك أنّ العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق».
فلمّا كان من الغد أقبلوا ينظرون إلى العقبة ويقولون : «هذه الشمس تطلع الساعة» ، فبيناهم كذلك إذا طلعت عليهم العير حين طلع القرص ، يقدمها جمل أورق ، فسألوهم عمّا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : «لقد كان هذا ، ضلّ جمل لنا في موضع كذا وكذا ، ووضعنا ماء فأصبحنا وقد اهريق الماء» ـ فلم يزدهم ذلك إلّا عتوّا».
وفي رواية اخرى رواها عليّ بن إبراهيم (١) عن الصادق عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال: «بينا أنا راقد بالأبطح ، وعليّ عن يميني ، وجعفر عن يساري ، وحمزة بين يديّ ، وإذا أنا بحفيف أجنحة الملائكة ، وقائل يقول :
«إلى أيّهم بعثت ـ يا جبرئيل»؟
فقال : «إلى هذا ـ وأشار إليّ ـ وهو سيّد ولد آدم ، هذا وصيّه
__________________
(١) ـ تفسير القمي : ٢ / ١٢ ، تفسير قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ...).
عنه البحار : ١٨ / ٣٣٧ ، ح ٣٨.