ثمّ مضى حتّى مرّ بعير يقدمها جمل أورق (١) ، ثمّ أتى أهل مكّة فأخبرهم بسيره ؛ وقد كان بمكّة قوم من قريش ، قد أتوا بيت المقدّس ، فأخبرهم ، ثمّ قال : «آية ذلك أنّها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس ، يقدمها جمل أورق».
ـ قال ـ : فنظروا ، فإذا هي قد طلعت. وأخبرهم أنّه مرّ بأبي سفيان ، وأنّ إبله نفرت في بعض الليل ، وأنّه نادى غلاما له في أوّل العير : «يا فلان ، إنّ الإبل قد نفرت ، وإنّ فلانة قد ألقت حملها ، وانكسر يدها». فسألوا عن الخبر فوجدوه كما قال النبيّصلىاللهعليهوآله».
* * *
وبإسناده (٢) الحسن عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : «لمّا اسري برسول اللهصلىاللهعليهوآله إلى بيت المقدّس حمله جبرئيل على البراق ، فأتيا إلى بيت المقدّس ، وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلّى بها وردّه.
فمرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله في رجوعه بعير لقريش ، وإذا لهم ماء في آنية ، وقد أضلّوا بعيرا لهم وكانوا يطلبونه. فشرب رسول الله صلىاللهعليهوآله من ذلك الماء وأهرق باقيه.
فلمّا أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لقريش : «إنّ الله تعالى قد أسرى بي إلى بيت المقدّس ، وأراني آثار الأنبياء ومنازلهم ، وإنّي مررت بعير في موضع كذا وكذا ـ وقد أضلّوا بعيرا لهم ، فشربت من مائهم ، وأهرقت باقي ذلك».
__________________
(١) ـ الأورق : الذي لونه لون الرماد.
(٢) ـ أمالي الصدوق : المجلس التاسع والستون ، ح ١ ، ٥٣٣. عنه البحار : ١٨ / ٣٣٦ ، ح ٣٧.