قال : «هذا مالك خازن النار ، أمّا إنّه قد كان من أحسن الملائكة بشرا ، وأطلقهم وجها ، فلمّا جعل خازن النار اطّلع فيها اطّلاعة ، فرأى ما أعدّ الله فيها لأهلها ، فلم يضحك بعد ذلك».
ثمّ مضى حتّى إذا انتهى ، فرضت عليه الصلاة ـ خمسون صلاة ـ
ـ قال : ـ فأقبل فمرّ على موسى عليهالسلام ، قال : «يا محمّد ـ كم فرض على أمّتك»؟ قال : «خمسون صلاة». قال : «ارجع إلى ربّك فسله أن يخفّف عن أمّتك».
ـ قال : ـ فرجع ، ثمّ مرّ على موسى عليهالسلام ، قال : «كم فرض على أمّتك»؟ قال : «كذا وكذا». قال : «فإنّ أمّتك أضعف الامم ، ارجع إلى ربّك فسله أن يخفّف عن أمّتك ، فإنّي كنت في بني إسرائيل ، فلم يكونوا يطيقون إلّا دون هذا». فلم يزل يرجع إلى ربّه تعالى حتّى جعلها خمس صلوات.
ـ قال : ـ ثمّ مرّ على موسى عليهالسلام ، فقال : «كم فرض على أمّتك»؟
قال : «خمس صلوات». قال : «ارجع فسله أن يخفّف عن أمّتك».
قال : «قد استحييت من ربّي» ـ فما رجع إليه ـ.
ثمّ مضى فمرّ على إبراهيم خليل الرحمن ، فناداه من خلفه فقال : «يا محمّد اقرأ أمّتك عنّي السلام ، وأخبرهم أنّ الجنّة ماؤها عذب وتربتها طيّبة قيعان (١) بيض ، غرسها : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله» ، فمر أمّتك فليكثروا من غرسها».
__________________
(١) ـ قيعان ـ جمع قاع ـ : أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام.