منك» ، ثمّ غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج ، حتّى أنقياه ؛ ثمّ تناول أحدهما شيئا ، فإذا بخاتم في يده من نور يحار الناظر فيه أو دونه ، فختم به على قلبي ، فامتلأ إيمانا وحكمة ، وأعاده مكانه ، وأمرّ الآخر يده على مفرق صدرى فالتأم ـ وإنّي لأجد برد الخاتم في عروقي ـ».
وفي رواية (١) : فقال جبرئيل : «قلب وكيع ـ أي شديد ـ فيه عينان تبصران ، واذنان تسمعان». ثمّ قال لأحدهما : «زنه بألف من أمّته» ، فوزنني ، فرجحتهم ؛ فقال : «دعه ، لو وزنته بامّته لرجحها» ؛ ثمّ ضمّوني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وبين عيني ، وقالوا : «يا حبيب الله ـ لن تراع ، إنّك لو تدري ما ذا يراد بك لأقرّت عيناك ، ما أكرمك على الله ، إنّ الله وملائكته معك».
وهذا كان في طفوليّته صلىاللهعليهوآله ، حين كان ابن أربع سنين (٢) ؛ ثمّ ورد مثلها في حال نبوّته ، كما روي عن أبي ذر (٣) ما معناه :
أنّه صلىاللهعليهوآله قال : «فرّج سقف بيتي ـ وأنا بمكّة ـ فنزل جبرئيل ففرّج صدري ، ثمّ غسله من ماء زمزم ، ثمّ جاء بطست من ذهب ، ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغه في صدري (٤) ، ثمّ أطبقه ، ثمّ أخذ بيدي فعرج بنا إلى السماء».
__________________
(١) ـ الدارمي : باب ما اعطي النبيّ صلىاللهعليهوآله من الفضل : ١ / ٢٩ : «... فيه اذنان سميعتان وعينان بصيرتان ...».
(٢) ـ مروج الذهب : الباب السبعون : ٣ / ١٣.
(٣) ـ البخاري : كتاب الحج ، باب ما جاء في زمزم : ٢ / ١٩١. المسند : ٥ / ١٢٢ و ١٤٣. وروي ما يقرب منه أيضا في الطبري : ٢ / ٣٠٥.
(٤) ـ في النسخة : «صدره». ثم كتب فوق «ه» ياء ووضع فوق الياء علامة : «ظ».