وفي رواية (١) :
«بينا أنا مع أخ لي م بني سعد بن بكر (٢) خلف بيوتنا ـ نرعي بهما (٣) لنا ـ إذ جاءني رجلان ـ وفي رواية (٤) : ثلاث رجال ـ بطست من الذهب مملوّا ثلجا ، فشقّا بطني من نحري إلى مراق (٥) بطني ـ
ـ قال في غير هذه الرواية : فاستخرجا قلبي فشقّاه ـ
ـ واستخرجا منه علقة سوداء (٦) فقال : «هذا حظّ الشيطان
__________________
(١) ـ جاء ما يقرب منه في سيرة ابن هشام : ١ / ١٦٦. والمستدرك للحاكم : ٢ / ٦٠٠. ودلائل النبوة : باب ذكر رضاع النبي ، ١ / ١٤٦. الخصائص الكبرى : باب ما ظهر في زمان رضاعه صلىاللهعليهوآله من المعجزات : ١ / ٥٥.
(٢) ـ أخوه صلىاللهعليهوآله من الرضاعة هو عبد الله بن الحارث ، وهو ابن حليمة السعديّة أمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله التي أرضعته. راجع سيرة ابن هشام : ١ / ١٦١.
(٣) ـ البهم : صغر الغنم (مصباح المنير ، عن ابن فارس).
(٤) ـ دلائل النبوة : ١ / ١٤٠.
(٥) ـ المراقّ ـ بتشديد القاف ـ : ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترقّ جلودها.
(النهاية).
(٦) ـ في هامش النسخة :
«سئل بعض المشايخ عن العلقة السوداء التي اخرجت من قلب النبي صلىاللهعليهوآله في صغره ، حين شقّ فؤاده ، وقول الملك «هذا حظّ الشيطان منك» ؛ فقال :
«تلك العلقة خلقها الله في قلوب البشر قابلة لما تلقنه الشيطان فيها ، فازبلت من قلبه ، فلم يبق فيه مكان قابل لأن يلقي الشيطان فيه شيئا.
هذا معنى الحديث ؛ ولم يكن للشيطان فيه حظّ قطّ ؛ وإنّما الذي نقّاه الملك أمر هو في الجبلات البشريّة ، فازبل القابل الذي لم يكن يلزم من حصوله حصول القذف في القلب».
قيل له : «فلم خلق الله هذا القابل في هذه الذات الشريفة؟ وكان يمكن أن لا يخلقه سبحانه فيها؟». فقال : «لأنه من جملة الأجزاء الإنسانيّة ، فخلقه تكملة للخلق الإنساني ، فلا بدّ منه ؛ ونزعه كرامة ربّانيّة طرأت بعده». ـ منه ـ».