* * *
* وأمّا النصوص الواردة في فضائلهم ومناقبهم ، فأكثر من أن تحصى وأشهر من أن تخفى ، وسنأتي بطرف منها في باب على حدة إن شاء الله.
قال عليّ بن عيسى الإربلي ـ رحمهالله ـ (١) بعد نقل نبذ من أخبار خلافتهم :
«ولا يقدح في ذلك كونهم ـ صلوات الله عليهم ـ منعوا من الخلافة ، وعزلوا عن المنصب الذي اختارهم الله له ، واستبدّ به دونهم ، إذ لم يقدح في نبوّة الأنبياء تكذيب من كذّبهم ، ولا وقع الشكّ فيهم لانحراف من انحرف عنهم ، ولاشوّه وجوه محاسنهم تقبيح من قبّحها ، ولا نقّص شرفهم خلاف من عاندهم ونصب لهم العداوة ، وجاهرهم بالعصيان.
وقد قال أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) : «وما على المؤمن من غضاضة في دينه أن يكون مظلوما ـ ما لم يكن شاكّا في دينه ، ولا مرتابا بيقينه».
وقال عمّار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ في أيّام صفّين (٣) :
__________________
(١) ـ كشف الغمّة : في ذكر الإمامة وكونهم خصّوا بها : ١ / ٥٨.
(٢) ـ نهج البلاغة : الكتاب ٢٨. بلفظ : «وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ...»
(٣) ـ وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٣٢٢. السعف : أغصان النخلة. وقيل : ورقها.
هجر : بلد بالبحرين موصوفة بكثرة النخيل ، وبها يضرب المثل ، وجاء في كتاب أمير المؤمنين عليهالسلام إلى معاوية (نهج البلاغة : الكتاب : ٢٨) : «فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر». وإنما خصّها بالذكر لبعدها.
راجع أيضا معجم البلدان : هجر ، ٤ / ٩٥٢ ـ ٩٥٣.