وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [٦٥ / ٢٣] (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ) [٢ / ٢٨٢] (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) [٢٩ / ٦٩].
فإن لم تهتدوا إلى كيفيّة استنباط عقائدكم من الكتاب والسنّة ، فعليكم بمطالعة هذا الكتاب ، فإنّه يهديكم ـ إن شاء الله ـ إلى ذلك ويرشدكم إلى طريق الصواب.
وهو مخّ الشرع الشريف ، ولباب الدين الحنيف ، وليس هو الأخذ بالتقليد في شيء ـ كلّا ـ بل هو تنبيه على التحقيق ، وإرشاد إلى البراهين الحقيقة بالتصديق ، بتعليم صاحب الشرع ، على ما يناسب أكثر الأفهام ويليق ، فاقتدوا بهداياته ، واهتدوا بإشاراته ، لعلّكم تنجون من الجهل وعماياته ، ومن الجدال في الدين وغواياته.
إنّه ليس ككتب الغاغة والمتفلسفين ـ أصحاب الظنّ والتخمين ـ الذين هم بين مقلّد كالحيارى ، أو مجادل كالسكارى ؛ كلّما دخلت منهم أمّة لعنت اختها ـ كلّا ـ بل هو ذكر لآيات بيّنات فى صدور الّذين اوتوا العلم (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [٥ / ١٦] (١)
__________________
(١) ـ كتب في هامش النسخة ما يلي ثم شطب عليه :
ومن لم يشف به عليله ، ولم يرو به غليله ، وأراد زيادة التعمّق والتبيين ، فعليه بكتابنا الموسوم ب «عين اليقين في اصول اصول الدين» فإنّ فيه أنوارا وأسرارا ، تهدي من البيان إلى العيان ، وتوصل من العلم إلى العين ، ولكنه لا ينتفع بذلك إلّا الفاذّ الشاذّ ، اللبيب كلّ اللبيب ، وليس للآخرين فيه نصيب ، فلا يطمع فيه من لم يكن له أهلا ، ولا يعتب نفسه في تحصيله ـ فإنّه ليس سهلا ـ (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [٦٢ / ٤].