فصل [٤]
قال بعض أهل المعرفة (١) :
«إنّ إلهام الملك ووسوسة الشيطان تقع في النفوس على وجوه وعلامات :
أحدها : كالعلم واليقين الحاصلين من جانب يمين النفس ، ويقابله الهوى والشهوة الحاصل [ت] ين من جانب الشمال.
وثانيها : كالنظر إلى الآفاق والأنفس ، على سبيل النظام والإحكام المزيل للشكوك والأوهام ، والمحصّل للمعرفة والحكمة في القوّة العاقلة التي هي على الجانب الأيمن من النفس ، ويقابله النظر إليها على سبيل الاشتباه والغفلة والإعراض عنها ، الناشئة منهما الشبه والوسواس في الواهمة والمتخيّلة التي على الجانب الأيسر منها ، فإنّ الآيات المحكمات بمنزلة الملائكة المقدّسة من العقول والنفوس الكليّة ، لأنّها مبادئ العلوم اليقينيّة ؛ والمتشابهات الوهميّات بمنزلة الشياطين والنفوس الوهمانيّة ، لأنّها مبادئ المقدّمات السفسطيّة.
وثالثها : كطاعة الرسول المختار والأئمّة الأطهار عليهمالسلام في مقابلة أهل الجحود والإنكار وأهل التعطيل والتشبيه من
__________________
(١) ـ أورده في عين اليقين (٣٧٨) أيضا وهو مقتبس من مفاتيح الغيب : المشهد الرابع من المفتاح الرابع : ١٦٢.