بنعيم زائل ، وملك حائل ، ودنيا [في] حلالها حساب ، و [في] حرامها عقاب» (١). ـ انتهى كلام الغزالي (٢).
وأمثال هذه الحكايات العجيبة والقصص الغريبة أكثر من أن تحصى ، سيّما عن أئمّتنا المعصومين ، وخصوصا عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، مثل حديث الغمامة (٣) وغيره ، وحديث صاحب الأمر عليهالسلام ومدنه ومملكته وأولاده مشهور (٤).
__________________
(١) ـ في هامش النسخة : «قال الغزالي بعد هذا الكلام بلا فصل (ص ١٨٢) : فإن اعترض المفتن وقال : «كيف قاتل معاوية على الدنيا»؟ فالجواب أنه قاتل على حق هو له ، ليصل به إلى حق ، وقد قال أبو حازم : «أول حكومة تجري بين العباد في المعاد بين علي عليهالسلام ومعاوية ، والباقون تحت المشية». وقد صح عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال لعمار : «تقتلك الفئة الباغية» ، ولا ينبغي للإمام أن يكون باغيا ـ هذا كلامه قدسسره ـ (منه)».
(٢) ـ سر العالمين : ١٨٢. والقصتان ـ كما ترى ممّا يضعه القاصّ لجلب السامعين وقد يستفاد فيها مما له أصل ـ كتصدق علي عليهالسلام خاتمه راكعا في الصلاة ، ونزول آيه التطهير في شأن أهل الكساء ـ وأما كون بقية الكلام موضوعا مما لا يخفى على أحد. وإنّما أورده المصنّف استطرادا ولحسن ظنه بالكتاب واعتقاده بكونه من الغزالي. إذ لو صحّ القصة يمكن توجيهها بتأويلات بعيدة جدا.
(٣) ـ حديث الغمامة أيضا من ضعاف الروايات ولم يرد في الجوامع المعتبرة ، وقد نقله صاحب المحتضر. ولتلميذ المؤلف القاضي سعيد القمي ـ ره ـ عليه شرح غير مطبوع.
(٤) ـ النظر في قصة مدن صاحب الأمر عليهالسلام التي أوردها المجلسي (ره) أيضا في البحار ـ مع شك منه في صحتها ـ مما لا يبقي شكا ـ لقاربها المتأمل ـ في كونها موضوعة من قبيل القصص الخرافية التي يضعها القاص ، ولو أحسنّا الظنّ فمن قبيل ما يراه النائم أو المكاشف. وقد ألمح المؤلف بذلك أيضا فيما نقله آنفا عن أثولوجيا «في كل نفس خلق الله فيها عوالم يسبحون ...» ؛ ثمّ إنّ العجائب الموجودة في خلقه تعالى ـ وقد اشير إلى نزر قليل منها ـ أكثر وأعظم بكثير من أن يحتاج إلى ذكر هذه المطالب الغير الثابتة أو الغير المأنوسة. وقد نقل عن أمير المؤمنين وإمام الموحدين عليهالسلام : «لا تحدّث بما تخاف تكذيبه» (غرر الحكم : رقم ١٠١٧٣).