فحديثهما طويل ، وإشارة منه كافية :
فقد بلغ من سفرهما حتّى وصلا إلى المكان الذي فيه النبيّ سليمان عليهالسلام ، فتقدّم بلوقيا إلى سليمان ليأخذ الخاتم من إصبعه ، فنفخ فيه التنين الموكّل معه فأحرقه ، فضربه عفّان بقاذورة فأحياه ، ثمّ مدّ يده ثانية وثالثة فأحياه بعد ثلاث ، فمدّ يده رابعة ، فاحترق وهلك.
فخرج عفّان وهو يقول : «أهلك الشيطان ، الشيطان».
فناداه التنين : «ادن أنت وجرّد ، فهذا الخاتم لا يقع في يد أحد إلّا في يد محمّد إذا بعث ؛ فقل له : إنّ الملأ الأعلى قد اختلفوا في فضلك وفضل الأنبياء قبلك فاختارك الله على الأنبياء».
ـ قال عفّان : ـ ثمّ أتيت فانتزعت خاتم سليمان ، فجئت بها إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآله ؛ فأخذها رسول الله صلىاللهعليهوآله فأعطاه عليّا عليهالسلام ، فوضعه في إصبعه ، فحضر الطير والجان والناس يشاهدون ويشهدون ...
فلمّا كانوا في صلاة الظهر تصوّر جبرئيل بصورة سائل طائف بين الصفوف ، فبيناهم في الركوع ، إذ وقف السائل من وراء عليّ طالبا ، فأشار عليّ بيده ، فطارت الخاتم إلى السائل ، فضجّت الملائكة تعجّبا ، فجاء جبرئيل مهنّئا وهو يقول : «أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم ، الذين أذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيرا».
فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك عليّا ، فقال عليّ عليهالسلام : «ما نصنع