قول الله ـ تعالى
ـ : (أَفَعَيِينا
بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) [٥٠ / ١٥] فقال :
«يا جابر ـ تأويل
ذلك أنّ الله ـ عزوجل ـ إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم ، وسكّن أهل الجنّة
الجنّة ، وأهل النار النار ، جدّد الله عزوجل عالما غير هذا العالم ، وجدّد خلقا من غير فحولة ولا اناث
، يعبدونه ويوحّدونه ، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم ، وسماء غير هذه السماء
تظلّهم ؛ لعلّك ترى أنّ الله ـ عزوجل ـ إنّما خلق هذا العالم الواحد ، وترى أنّ الله ـ عزوجل ـ لم يخلق بشرا غيركم ؛ بلى ـ والله خلق ـ تبارك وتعالى ـ ألف
ألف عالم ، وألف ألف آدم ، أنت في آخر تلك العوالم واولئك الآدميّين».
وروى العامّة عن
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يقرب من بعض هذه ، والروايات في أمثال ذلك كثيرة.
* * *
وقال بعض أهل
المعرفة :
«في كلّ نفس خلق
الله فيها عوالم يسبّحون الليل والنهار لا يفترون ، وخلق الله من جملة عوالمها
عالما على صورنا إذا أبصرها العارف يشاهد نفسه فيها. وقد أشار إلى ذلك عبد الله بن
عبّاس فيما روي عنه في حديث : «هذه الكعبة ، وإنّها بيت واحد من أربعة عشر بيتا ،
وإنّ في كل أرض من الأرضين
__________________