فصل [١٠]
وقال أمير
المؤمنين عليهالسلام في خطبة له يصف فيها عجيب خلق أصناف الحيوان : «ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة ، لرجعوا إلى
الطريق ، وخافوا عذاب الحريق ، ولكن القلوب عليلة ، والأبصار مدخولة ، ألا تنظرون إلى صغير ما خلق ، كيف أحكم خلقه
وأتقن تركيبه ، وفلق له السمع والبصر ، وسوّى له العظم والبشر .
انظروا إلى النملة
في صغر جثّتها ولطافة تركيبها ـ لا تكاد تنال بلحظ البصر ، ولا بمستدرك الفكر ـ كيف دبّت
على أرضها ، وصبّت على رزقها ، تنقل الحبّة إلى حجرها ، وتعدّها في مستقرّها ،
تجمع في حرّها لبردها ، وفي وردها لصدرها ، مكفولة برزقها ، مرزوقة بوفقها ، لا يغفلها المنّان ولا يحرمها الديّان ، ولو في الصفا
اليابس والحجر الجامس ؛ ولو فكّرت في مجاري أكلها في علوها وسفلها ،
__________________