من الله تعالى في حقّها. وأمّا الأشجار الضعيفة القوام المتخلخلة ، فهي بمعزل عن ذلك لعدم حاجتها إليه ؛ وما كان الغرض فيه أن يعظم حجمه ويطول قدسسره في مدّة قصيرة امتنع أن يكون صلبا ، لأنّ الصلب يحتاج إلى مادّة عاصية وقوّة طابخة ، والتصرّف في مثلها يحتاج إلى مدّة طويلة.
ولو ذهبنا نذكر أحوال النباتات وصفاتها ، واختلاف أجناسها ومنافعها وعجائبها ، لأنقضت الأيام في وصفها ؛ فيكفيك من كلّ جنس نبذة يسيرة ، تدلّك على عظمة الله ولطيف صنعه ، وكمال عدله وجوده.
فسبحان من (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [٦ / ٩٩].
(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [١٣ / ٤].